في اللحظة التي قبلتَ فيها يسوع المسيح مُخلِّصاً، بدأتَ حياةً جديدة. إنه معطي الحياة – حياة رائعة وغنية وبهيجة لا تنتهي. هذا المساق، الذي كتبه لويز جيتر ووكر، يساعدك على أن تفهم وتشرح ماهية هذه الحياة الجديدة.

في الدرس الأول في هذا الكتاب، ستنظر إلى ما يقوله الكتاب المُقدس عن التغيير الذي حدث لك. ستتعلّم عن الامتيازات والمسؤوليات الجديدة. ستكتشف العائلة الجديدة التي وُلِدتَ لتصير جزءاً منها. وستتعلّم عن العلاقات الجديدة التي يريدك الله أن تبنيها وتوثِّقها مع إخوتك وأخواتك في الرب.

هل حدث أن راقبتَ طفلاً صغيراً وهو يتعلّم المشي؟ إنه بالكاد يقف، وهو يسير متمايلاً ومتأرجحاً حول الغرفة، ممسكاً بأي شيءٍ تمتد إليه يداه. ولكنْ، يا لها من إثارة وروعة! يا له من مشهد! وكأن العالم كلّه قد هُزِم. وهكذا، تراه في بعض الأحيان يتحرَّك، وفي بعض الأحيان يقف، وفي بعض الأحيان يقع، ولكنه دائماً يعود للوقوف والعودة للحركة والسيرة – الطفل يتعلّم المشي.
الرغبة بالنجاح قوية جداً. ولذا، تجد الوالدين كلَّ الوقت قريبَين يمدّان أيديهما للمساعدة وتشجيع كل خطوة.

سيساعدك هذا الدرس في أن تفهم كيف يتكلّم الله إليك. في بعض الأحيان يتكلّم الله إليك بشكلٍ مباشر. في أوقاتٍ أخرى، يستخدم الله كلمته المكتوبة، الكتاب المُقدَّس. وفي أوقاتٍ أخرى أيضاً، قد يستخدم مؤمناً آخر. بدراستك لهذا الدرس، ستتعلَّم عن كيفية تمييز صوت أبيك السماوي، مهما كانت الطريقة التي يختار أن يتكلَّم بها إليك.

يقدِّم هذا الدرس مزيداً من التوضيح والشرح لأربعة مبادئ مهمة في النمو الروحي. ستتعلَّم من خلال دراستك لهذا الدرس كيف تطبِّق هذه المبادئ في حياتك الآن، وسترى نتائج رائعة لذلك! الأنماط المؤذية للسلوك ستزول لتحل محلَّها أنماطٌ جيدة وصالحة، وستنمو يوماً بعد يوماً لتصير إنساناً ناضجاً كما يريدك الله.

يحدث تغيير شبيه في حياتك الآن. حياتك الروحية تنمو وتترعرع. وبنموك في المسيح، ستحل اهتمامات جديدة محل الاهتمامات القديمة. كما ستكون عليك مسؤوليات جديدة – مسؤوليات يمكن أن تأتيك بمكافآتٍ جديدة وبالشبع. سننظر في هذا الدرس إلى تغييرات وأنشطة خاصة. وستكتشف أن هناك آخرين يشتركون معك في اهتماماتك الجديدة.

المقاييس ضرورية للشخص الذي يريد أن يصل إلى هدفٍ خاصّ. فالرياضيون، مثلاً، يتبعون تعليمات مدرِّبهم، بحيث يعملون بعض الأمور، ويمتنعون عن عمل أمورٍ أخرى. وهدفهم هو تطوير مهاراتهم وتنمية قوّتهم وقدراتهم ليستطيعوا أن يربحوا الجائزة. وأنت الآن كمؤمن لديك هدف جديد خاصّ، وهذا الهدف هو أن تصبح ما يريدك أبوك السماوي أن تكون عليه. وهذا سبب آخر لحاجتك للمقاييس.
يخطّط أبوك السماوي لأن تكون جزءاً من عائلته وتحقِّق الأهداف التي في قصده لحياتك. يوضِّح هذا الدرس المقاييس الجديدة التي أعطاك إياها لتعينك، واتّباعك لهذه المقاييس سيأتي لك بالفوائد الكثيرة.

بسماحك للروح القدس بأن يرشدك ويقودك، ستكتشف أنك تستطيع أن تتعلّم كيف تحافظ على المقاييس التي أعطاك الله إيّاها. سيعطيك الروح القدس القوة للابتعاد عن الشر واختيار عمل ما هو صواب. ويوماً بعدَ يوم، ستنمو ويزداد شبهك لأبيك السماوي.
أجل، لديك صديق معين رائع! وسيوضِّح هذا الدرس لك مَن يكون معينك وكيف يعينك.

كثيرون يراقبونك ليروا إن كان ما تقوله عن قوة الله صحيحاً. تُظهِر حياتك لهم كيف تستطيع بشارة الإنجيل أن تغيِّر الناس. ما تفعله، شهادة ليسوع أكثر حتّى مما تقوله.
سننظر في هذا الدرس إلى بعض الإشعاعات المنبثقة من حياتك لأن يسوع يحيا فيك. وهذه الإشعاعات تساعد في إقناع الآخرين بصحّة بشارة الإنجيل.

ليس من بركة في هذا العالم أعظم من أن يكون لك بيت مسيحي حقيقي. إنه ملجأ من عواصف الخطية والضيق التي تحيط بنا من كل جانب. إنّه مكان يشعر فيه الأطفال بالأمان والمحبة.
يمكن أن تجعل من بيتك قطعةً من السماء إن أطعتَ الله وعملتَ ما يأمرك به!

يشرح هذا الدرس الحرية التي تحظى بها الآن لأنّك ابنٌ لله. هذه الحرية تعتِقك حراً من التأثيرات الرديئة والفظيعة للخطية. إنّها تحرّرك من الخوف من أنّك لا تستطيع أن ترضي الله. إنّها تساعدك على أن تنتصر على الضلال الروحي والتشويش. وهذه البركات لك بسبب ما عمله يسوع المسيح لأجلك، ولكنّها البداية فقط.
حياة الحرية الجديدة، التي تتمتّع بها، لن تنتهي أبداً!