أخلاقيات الكتاب المُقدَّس
كثيراً ما نفكّر مطوَّلاً بالأمور التي نشعر أننا ممنوعون منها لكوننا مؤمنين. ولكن ينبغي أن يكون العامل المحفِّز لنا وراء الحياة البارة هو قول الرب يسوع: "كونوا قديسين لأني أنا قدوس." هذا الكتاب، الذي كتبه جون وسارا مايلز، يوضِّح الأسباب والمبادئ التي وُضَعت لمساعدة المؤمنين على أن يتمتعوا بخدمة الله ويكونوا قديسين كما هو قدوس.
معرفة أنك إنسانٌ لك كيانك أمرٌ مهم، إذ يبعث فيك هذا مشاعر طيبة، ويساعدك في عمل ما ينبغي.
يحدِّثنا الكتاب المُقدَّس عن رجلٍ يُدعى جدعون كان يظن أنه غير مهم. ولذا، كان يختبئ من الأعداء الذين كانوا يغزون بلاده. وحين فقد جدعون كل رجاء نحو شعبه، أرسل الله ملاكاً ليشجعه، وقد حمل الملاك الرسالة: "الرب معك يا جبّار البأس" (قضاة 6: 12).
ثمة مثل منتشر في بلادٍ كثيرة، هو: "الولد سرُّ أبيه"، إشارة إلى التشابه الشديد بينهما. التشابه بين أفراد العائلة أمرٌ لافت للنظر ومثير للانتباه والاهتمام.
يذكِّرنا هذا الدرس بأنه كما أن الولد يراقب أباه الأرضي ويحاكيه في تصرفاته وسلوكه، ينبغي لنا نحنُ أن نعرف ما يعمله أبونا السماوي لكي نستطيع التشبُّه به.
هل تعلّمتَ ركوبَ الدرّاجة الهوائية؟ إن حدث هذا، فهل تعرف أنك كمتدرّب كان عليك أن تتمرّن على عمل أمور كثيرة في الوقت نفسه. فكان عليك أن تحرّك البدّالات بقدميك، وتوجّه المقود بيديك، وأن تحافظ على اتزانك، وأن تنتبه للطريق ولقواعد المرور. وهذه الأمور كلّها يعملها الخبير المتمرّس من دون تفكير، وأما أنت فلم تكن تفعلها من دون تفكير بينما كنتَ تتدرّب.
يبيِّن هذا الدرس كيف يستطيع الله، الخبير، أن يساعد لتصبح أكثر شبهاً به.
إن أراد أحدُنا الحصول على رخصة قيادة السيارات، فإن عليه أولاً أن يجتاز فحصاً يُظهِر معرفته لإشارات وقواعد المرور. ويكون على المتقدّم للفحص أن يقرأ كتيباً يكون عنوانه "قواعد المرور" أو ما شابه.
والله، خالق كل البشر، وضع قواعد ومبادئ أيضاً، وهو يريد لأولاده أن يعرفوا كل قواعده ويتبعوها. من أجل هذا، أعلن الله قواعده من خلال موسى ومن خلال ابنه يسوع المسيح.
ليس الكتاب المُقدس كتابَ سحر أو تنجيم يقول لك: "نعم" أو "لا" بشأن كل قرار، ولكنه دليل إرشادي، لأن الله أعطانا القدرة والحق بأن نأخذ القرارات. فالله يعاملنا كأولاده لا كعبيده الذين لا يعملون إلا حسب أوامره.
نتعلّم في في هذا الدرس عن المبادئ أو المعايير التي نجدها في كلمة الله. وهذه المبادئ والمعايير تساعدنا على مواجهة القرارات في حياتنا اليومية.
يحب الإنسان أن يفكّر بأنه يعرف كيف يدير حياته، ولكنه بالكاد يفهم أكثر الأمور الخاصة به وضوحاً، مثل ذهنه ومشاعره بل وحتى بعض الوظائف العضوية فيه. خالق كل البشر هو من يفهمه، وقد أعطى تعليماته وإرشاداته ونصائحه بخصوص حياة الإنسان وكيفية عيشها بطريقة صحيحة ومناسبة. يعتقد الناس أحياناً أن الخالق ظالمٌ أو غريبٌ في ما يقوله، لكن، أليس هو من يعرف الأفضل لنا؟
الكنيسة هي جسد يسوع المسيح، هو نفسه رأسها. ونحنُ المؤمنين أعضاء جسده أفراداً. يرينا بولس الرسول في 1كورنثوس 12 مدى أهمية كل جزءٍ أو عضو بالنسبة للجسد كله، وكيف تهتم الأعضاء بعضها ببعض، وكيف تتألّم الأعضاء معاً أو تفرح معاً.
نرى في هذا الدرس كيف نطبق ناموس المحبة من خلال مبدأي الوكالة والخدمة في الكنيسة.
ماذا تفعل لو كنتَ مديوناً لصديق بمبلغ لا تستطيع سداده؟ في إحدى مناطق أفريقيا، توجد طريقة بسيطة يفي الناس بديونهم بها: كيس من الملح – كافٍ لإلغاء ديونك كلها.
يحتاج العالم إلى ملوحتنا، إلى نورنا، إلى رسالتنا. هدفنا في الحياة هو أن نمثّل نعمة الله وعدالته أمام العالم، وهكذا يعرف العالم الحقَّ وينعم بالخلاص.