خدمة التعليم
يشبه التعليم إلقاء حجرٍ في بركةِ ماء. فحين نعلّم، ويعلّم طلابنا آخرين، ينتج لدينا دوائر أمواج تزداد اتساعاً، حتى تصل إلى العالم الذي حولنا. يساعدك هذا الكتاب، الذي كتبته ميرجوري ستيوارد، في معرفة كيف تكون لديك خدمة تعليم فاعلة ومؤثِّرة. قال يسوع لتلاميذه حين أوكلهم بالمأمورية العظمى: "... علّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به ..." هذه هي المهمة التي على الكنيسة القيام بها.
هل تعرف أن الله يريدك أن تكون معلّماً؟ ستعرف في هذا الدرس عن السبب الذي لأجله يريدك الله أن تعلّم، وكيف يصير التعليم خدمتك.
ننظر في الدرس الأول إلى متّى 28: 19-20. سنرى أن التعليم المسيحي هو أحد الطرق التي وضعها الله ليعرف الناس بها عنه. يريد الله أن يساعدنا على أن نكون معلّمين مسيحيين حتى نتمكّن من مساعدة الآخرين في إيجاد الحق.
سننظر في هذا الدرس إلى تاريخ التعليم في الكتاب المُقدس. كان التعليم مهماً في حياة رجال العهد القديم. وقد استمرت خدمة التعليم في العهد الجديد.
نحتاج اليوم لأن نتعلم كلمة الله بالقدر نفسه الذي كان الناس يحتاجون إليه في أزمنة الكتاب المُقدَّس. ففي عالمِ القلوب الخاطئة والآثمة، رجاؤنا الوحيد هو أن نسمع رسالة الله. وبمعرفة هذه الرسالة وتعلّمها يمكننا أن نكون أمثلة للآخرين، وعندئذ ينبغي أن نكون مستعدين لتعليم الآخرين أيضاً .
سننظر في هذا الدرس إلى الأسباب التي تجعلنا نعلّم. يحتاج كل إنسان أن يتعلم، ولكن لا يحتاج الجميع لأن يتعلموا الأمر نفسه في الوقت نفسه. يحتاج البعض لأن يتعلّموا عن خطة الخلاص، بينما يحتاج آخرون لأن يتعلّموا عن النموّ الروحي في حياتهم المسيحية.
كلنا بحاجة لمعلّمين، وقد أُمِرنا جميعاً بأن نعلّم. الحقائق الروحية، التي تعطى والتي يتم تلقيها، مشمولة في خدمة التعليم.
يحتاج الجميع للتعليم. الله، خالق كل البشر، يريد أن يعرفه ويحبه الجميع. نصبح معلّمين مسيحيين أفضل كلما تعلّمنا أكثر عن التعليم المسيحي. ينبغي أن تكون لدينا رغبة بأن نعلّم حتى تتغير حياة الأطفال والمراهقين والكبار. ولذا صلِّ أن يعينك الرب على أن تفهم حاجات كل إنسان تعرفه. هذه هي الخطوة الأولى في صيرورتك معلّماً في خدمة الرب.
سترى في هذا الدرس كيف يمكن لكل شخصٍ أن يعلّم وكيف أنَّ عليه أن يفعل هذا. لا نستطيع أن نقول إننا لا نتمتّع بالقدرة على التعليم. فالتعليم خطة الله وهو سيساعدنا في القيام به. فإن تبعت خطة الله، فستمتلئ بفرح الله. ليس من فرح في الحياة أعظم من أن تساعد شخصاً آخر على أن يعرف إرادة الله لحياته. وأنت تستطيع أن تفعل ذلك.
يشبه الإعداد لخدمة التعليم العناية بحديقة. ففي البداية، يتم اختيار الرسالة المناسبة، ثم يتم إعدادها على شكل درس. وخلال الجلسة الصفية، يزرع المعلّم بذور كلمة الله في قلوب الطلاب والدارسين.
يهدف كل الجهد المبذول في التعليم إلى أمرٍ واحد: رؤية الطالب يتمتع بملء الحياة في يسوع المسيح. يُسر المعلّم جداً بأن يرى الناس الذين علّمهم قد تعلّموا العيش بحسب خطة الله لهم.
نريد لطعامنا الروحي أن يكون ذا مذاقٍ طيب. نريد أن نعلِّم بطريقة تجعل المتعلِّم/ الطالب يكون مهتماً بما نقوله ومتشوقاً له، مما يساعده في النمو روحياً. لهذا نحتاج لاستخدام الطرق والأساليب السليمة والمناسبة في تعليمنا.
ليست الأساليب المُستخدمة روحية أو غير روحية في ذاتها، ولكنّها تساعدنا في تعليم حقائق روحية حتى يفهمها الناس من كل الأعمار ويقبلوها. استخدم أفضل الوسائل والطرق حين تعلم هذه الحقائق الرائعة من كلمة الله.
كان يسوع المسيح يمتلك سلطاناً كاملاً لتعليم حق الله. وقد أظهر هذا السلطان في تعليمه. كما كان لديه هدف محدّد، وكانت لديه طرقه وأساليبه في الوصول إلى الهدف. وهذا هو المثال الذي تركه لنا لنتبعه.
بينما تدرس هذا الدرس الأخير، اطلب من يسوع أن يساعدك على أن تتعلّم منه هو شخصياً. دعه يقودك في هذا الأسبوع إلى شخصٍ ما يمكنك أن تعلّمه. واستخدم أفضل الأساليب والطرق في تعليم ذلك الشخص.