نحنُ نؤمن
يغطّي هذا الكتاب العقائد الأساسية التي يعلّمها الكتاب المُقدس، ويتطرَّق إلى قضايا ينبغي لكل مؤمن أن يعرف عنها، من طبيعة الله وشخص يسوع المسيح إلى طبيعة الكنيسة وحياة المؤمن. هذا الكتاب الصغير، الذي كتبته جودي بارتل، يناقش الحقائق الستة عشرة الأكثر أهمية في الكتاب المُقدس، ويشرح أهميتها ومغزاها للمؤمنين اليوم. معرفة ما يقوله الكتاب المُقدس عن قضايا مثل الخطية والخلاص والروح القدس والمستقبل أمرٌ بالغ الأهمية للمؤمنين مهما كان مستوى النضوج لديهم.
يشعر كثيرون كما لو أنهم ضالون ضائعون في بحرٍ اهتاجت فيه العواصف، مع أنهم في الحقيقة ما يزالون على اليابسة. وهم يسألون أنفسهم أسئلة مثل: إلى أين أنا ذاهب؟ لماذا أنا ضائع تائه؟ هل سأجد الطريق الصحيح؟ سمع الله أسئلتنا، وقد أعطانا كتاباً يرشِد حياتنا.
قبل البحث عن الإجابات، لننظر معاً إلى الكتاب العظيم الذي أعطانا الله إياه. سننظر في هذا الدرس إلى الطريقة التي كُتِب بها، وكيف أُعطي لنا.
يمكن تشبيه الله بعاصفة. فبعض الناس يخشونه، وآخرون يحبون – وهذا يعتمد على ما قيل لهم عنه، وعلى موقفهم بشانه.
لا تستطيع أن ترى الله، ولكنّك تستطيع أن تدرس عمّا عمله. رأينا في الدرس الأول أن الكتاب المُقدَّس يخبِرنا كلّ ما نحتاج معرفته عن الله: عن صفاته ومعاملاته مع الجنس البشري. سننظر في هذا الدرس إلى الكتاب المُقدَّس لنستكشف بعض الأمور التي يخبِرنا بها عن الله.
نعرف أن قصّة بينوكيو قصةً تخيُّلية غير حقيقية، ولكنّها تعطينا صورة مُصغّرة لما يشعر الله به حين خلق الإنسان. فقد خلقه جميلاً، والأهم من ذلك أنه خلقه وفيه القدرة على أخذ القرارات (حرية الإرادة)
خلق الله الإنسان، ولكنه لم ينحته من قطعة خشب. كيف خلقه الله؟ ما الصفات التي وضعها في الإنسان؟ لننظر إلى الطريقة التي خلق الله بها الإنسان والمسؤولية التي أوكله إياها.
وضع الله آدم وحوّاء في جنةٍ جميلة، وجعل كل شيءٍ خاضعاً لهما. وسمح لهما بأن يأكلا من كل شجرها عدا شجرة واحدة. ثم أتى الشيطان، وأخبرهما بأن يأكلا من ثمر الشجرة برغم وصية الله. وقد قبلا كلامه وصدقاه بدلاً من الخضوع لله. خلق الله الإنسان كامل، ولكن بالعصيان دخلت الخطية حياته. كيف نعرِّف الخطية؟ ما عقاب الخطية؟ هل من مفرّ من هذا العقاب؟ يقدّم لنا هذا الدرس الإجابات عن هذه الأسئلة.
سألني صديق لي عدة أسئلة ذاتَ يوم: من هو يسوع؟ كيف يمكن أن يكون إنساناً وإلهاً في الوقت نفسه؟ إن كان قد مات، فلماذا يقول المسيحيون إنّه حي؟ ماذا يعمل الآن؟
أفضل إجابات أستطيع إيجادها عن هذه الأسئلة موجودة في الكتاب المُقدَّس، كلمة الله. سننظر في هذا الدرس إلى هذه الأسئلة، ونصل إلى الإجابات التي أراد صديقي معرفتها.
لا يُشعَر بحضور الروح القدس في بلدٍ واحد، ولا يعمل في عرق أو شعب واحد فقط، ولكنه حاضرٌ وعامل في كل الأرض. في يوم الخمسين، تكلّم بطرس إلى الجمع الذي كان مُمثّلاً لخمس عشرة لغة على الأقل. درسنا في الدرس السادس عن الخلاص. هل تعرف أننا نختبر الخلاص من خلال عمل الروح القدس؟ لندرس عن الروح القدس وعمله فينا.
الكنيسة، بصورتها الأكبر والأعم، تتألَّف من كل المؤمنين، وهي تُدعى جسد المسيح. يسكن الله وسط المؤمنين بروحه. درسنا في الدرس السابع عن الروح القدس وبعض أعماله. أحد أعمال الروح القدس التي لم نذكرها هو أنّه يوحّد الكنيسة. وفي هذا الدرس، سندرس عن طبيعة الكنيسة وما ينبغي أن تعمله، وما سيحدث لها. ومرةً أخرى، نجد الإجابات الصحيحة في الكتاب المُقدس.
الكتاب المُقدس هو مصدر كل النبوات الصحيحة. ويعطينا الله في كلمته كل ما نحتاج إلى معرفته. وليس من حاجةٍ لقراءة "أوراق الشاي" أو الفنجان أو الأبراج. وفي الحقيقة، حظر الله استخدام هذه الطرق وغيرها من أشكال السحر.
إن حدث أن تساءلت في نفسك عن المستقبل وعما سيحدث عند مجيء يسوع المسيح ثانيةً، فستكون في الغالب مهتماً بدراسة هذا الدرس. سندرس في هذا الدرس عن الدينونات المستقبلية ووقت رجوع الرب إلى الأرض.
ليس مصادَفةً أن الفصول التي تسبق هذا الفصل والفصول التي تلحقه تتعلَّق بعطايا الله للمؤمنين. الفصل السابق المتعلق بمحبة الله يرتبط بالفصول المتعلقة بعطايا الله، لأن المحبة والعطاء يسيران معاً.
إحدى الطرق التي بها نُظهِر محبتنا لله هي بمحبة الآخرين ومساعدتهم. لذا، سننظر في هذا الدرس إلى ما تقوله كلمة الله عن علاقته بالآخرين. سندرس في هذا الدرس عن العلاقات بمن هم أعلى مِنّا (المسؤولين عنا)، وبمن يحيطيون بنا، وبأعدائنا.
لا يكون المؤمنون أقوياء فور ولادتهم الثانية، ولكنهم يعطون الله الفرصة بأن يعمل في حياتهم وينميها روحياً عبر السنين. إنهم كالأشجار العالية، التي جذورها عميقة في الأرض، فلا تستطيع الرياح أن تخلعها أبداً.
هل ترغب بأن تصبح مؤمنياً أنضج وأفضل، مؤمناً يثق بالله ويثبت فيه في كل الظروف؟ نستطيع أن نطبق كل ما تعلّمناه حتى الآن، فننمو مثل الأشجار.
وعد يسوع تلاميذه بأنه حين يعود إلى أبيه سيرسِل المعزي، الروح القدس. وقد أتى الروح القدس بالفعل في يوم الخمسين، كما نرى في أعمال الرسل 2. ومنذُ ذلك الحين أصبح ممكناً لكل مؤمن أن يحيا حياة ممتلئةً بالروح.
سنتعلّم في هذا الدرس عن معنى عيش حياة ممتلئة بالروح القدس. كما سنتعلّم عن البركات والفوائد التي تنتج عن الامتلاء بالروح القدس.