من هو يسوع
هل أستطيع أن أطرح عليك سؤالاً؟ مَن هو يسوعُ برأيك؟ ويرد بعض الناس على هذا السؤال بالقول: "إنه معلّم عظيم." وقد يردّ آخرون بأنه نبي أو فيلسوف أو إله غربي أو رجل صالح ينبغي أن نتبع مثاله.
كان يسوع معلّماً ونبياً عظيماً، ولكنه كان أكثر من هذا أيضاً. كما كان أكثر من فيلسوف ومثال لنا. وفي هذا الدرس، ستعرف المزيد عن يسوع.
بعض الحقائق المتعلقة بالله يمكن استيعابها بسهولة، بينما يصعب استيعاب حقائق أخرى عنه. فمثلاً، يمكننا أن نفهم بسهولة معنى أن يكون الله أباً لنا، فقد رأينا آباءً صالحين وهم يعتنون بأولادهم ويحبونّهم.
لكن ثمة حقائق أخرى ليست بهذه السهولة. إحدى الحقائق صعبة الفهم والمتعلقة بالله هي موضوع هذا الدرس: حقيقة أن يسوع هو ابن الله.
يسوع المسيح فريد في كل الكون، وليس من مثيلٍ له، فهو الوحيد الإله والإنسان في الوقت نفسه. هذا ما يعلّمه الكتاب المُقدَّس.
ولكن لماذا أراد يسوع أن يصبح إنساناً؟ يشبه ما فعله يسوع إنساناً غنياً ترك قصره الجميلة الفخم وكل ما كان له ليصير فقيراً بائساً. ويشبه ما فعله أيضاً ملكاً قوياً ترك كل من يحترمونه ويطيعونه ليصير محتقراً ومكروهاً.
درستَ حتى الآن الكثير عن يسوع المسيح! فقد درستَ عن كونه المسيح الموعود به، وابن الله، وابن الإنسان، وكلمة الله، ونور العالم. تُخبِرنا هذه الألقاب بحقائق مهمة عن يسوع. والنظر إلى ما عمله يسوع طريقة أخرى لفهم هوية يسوع. سننظر في هذا الدرس إلى اثنين من أعماله: شفاء يسوع لأجسامنا ونفوسنا، وتعميده إيانا في الروح القدس.
رأيتَ أن يسوع المسيح يشفي ويعمّد في الروح القدس. ولكن هناك أمرٌ آخر يعمله، وهو أهم أعماله على الإطلاق بالنسبة لنا: يسوع يخلِّص! يخبرنا الكتاب المُقدس أن يسوع أتى ليطلب الضالين الخطاة ليخلّصهم. هذه العبارة البسيطة هي معنى الديانة المسيحية. ثمة أديان أخرى تحاول تقديم مثاليات سامية للحياة، ولكنّها لا تزوِّد أتباعها بالقوة الحقيقية اللازمة للانتصار على الشرّ والخطية.
يقف الموت في نهاية طريق كل حياة بشرية، ثابتاً ومحتوماً وحاسماً ونهائياً! الفقراء والأغنياء على السواء سيواجهون الموت يوماً ما. بالنسبة لمعظم الناس، فكرة الموت وحدها تثير الرعب والهلع فيهم. ولكن بالنسبة للذين آمنوا بيسوع المسيح، فالأمر مختلف تماماً. فهم غير مضطرين للخوف من الموت، لأنهم يثقون بمَن هو القيامة والحياة.
في كل مجتمع في العالم تجد أناساً لهم سلطة ونفوذ على الآخرين. ولم يكن الأمر مختلفاً عن هذا في الزمن الذي وُلِد يسوع فيه. لم يهزم المسيحيون روما. وقد عاد يسوع إلى السماء، والعالم اليوم مليء بالطغاة والدكتاتوريين والظالمين. فكيف يكون يسوع رباً؟ أي نوعٍ من السلطانٍ لديه؟ متى سيملك ويحكم على كل شيء؟ هذه هي الأسئلة التي يجيب هذا الدرس عنها.