عندما تصلّي
حين خلقنا الله، وضع فينا شيئاً يتوق إليه. ندرك أننا بحاجة لقوة أعظم من قوتنا لحل مشاكلنا وحمايتنا وسد احتياجاتنا. نتعلّم من خلال الصلاة أن نأتي إلى الله طالبين منه العون. وهذا الكتاب الصغير، الذي كتبه ج. روبرت أشكروفت، يعلّمنا كيف نصلّي صلواتٍ تُستجاب وكيف يمكن لاحتياجاتنا أن تُسَدّ من خلال صلاتنا لله وعبادتنا إياه.
هل حدث أن تساءلت في نفسك عن سبب حصول بعض الناس على استجاباتٍ رائعة لصلواتهم، بينما يبدو الكثير من صلواتك بلا استجابة؟ أو هل تتساءل في نفسك عن سبب تكلُّم بعض الناس بسهولةٍ مع الله، بينما أنتَ تجِد صعوبة في معرفة ما ينبغي أن تقوله؟ ربما سأل كل مؤمن نفسه هذه الأسئلة.
حتى تلاميذ الرب يسوع كانت لديهم حول الصلاة. ولذا، طلبوا إليه في لوقا 11: 1 قائلين: "يا ربُّ، علّمنا أن نصلّي." ولم يردّ يسوع على طلبهم بالكلمات فقط، ولكن بمثاله أيضاً. وعلّم التلاميذ صلاةً يمكنهم أن يصلّوها ويتبعوا نمطها، وأراهم كيف يصلّون. لنطلب نحنُ أيضاً الطلب الذي قدّمه التلاميذ بينما ندرس هذه الدروس عن الصلاة.
هل حدث أن تكلّم الله إليك؟
غالباً ما تكون صلواتنا حديثاً من جانب واحد، إذ نكون نحنُ المتكلّمين فقط! علينا أن نتعلّم الإصغاء لله والانتباه إلى ما قد يقوله لنا حين نصلّي. إن عملنا هذا، فسنكتشف كيف نصير شركاء معه، وهو سيرشِدنا، ويستخدمنا ويجعلنا جزءاً من عمله.
في هذا الدرس، ستتعلّم عن الطرق التي يمكن أن يتكلم بها وعن الطرق التي يمكنك بها سماعه.
الحياة المسيحية مبنية على الإيمان. نؤمن أن الله يحبُّنا ويهتم بمشاكلنا، ولذا نصلّي إليه بثقة، متوقِّعين منه أن يستجيب. نؤمن أنه يستجيب لأنه يقول في كلمته المكتوبة إنّه يفعل هذا. كلمة الله جديرة بالثقة والاعتماد عليها، مثله هو تماماً.
يشرح هذا الدرس طرقاً يساعدنا بها الكتاب المُقدَّس عندما نصلّي. تتعلّم في هذا الدرس كيف تدرس الكتاب المُقدس، وتستخدمه في صلاتك، وتحوِّل وعوده إلى حقائق واقعة.
يقود الروح القدس صلوات الناس، وهذا يؤدي إلى حدوث أمورٍ رائعة. لدى الروح القدس طرقٌ كثيرة لمساعدتنا حين نصلّي! وبينما تدرس الطرق التي يساعدنا الروح القدس بها والتي يشرحها هذا الدرس، ستتعلّم كيف تعطيه المجال لأن يساعدك.
سيساعدك هذا الدرس: دَع الروح القدس يريك ما ينبغي أن تصلّي لأجله وكيف تصلّي لأجله، وأن تسمح له بأنْ يقودك إلى مستوى أعمق في العبادة، وإلى انتصاراتٍ أعظم في الصلاة من خلال السماح له بأن يصلّي من خلالك.